كان الإعلان الأول عن ميلاد «كتيبة جنين»، كتيبة تابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في سبتمبر/أيلول من عام 2021، مرتبطاً بـ«نفق الحرية»، والاستعداد للدفاع عن الأسرى الفارين من سجون الاحتلال، واحتضانهم في مخيم جنين، لتنفذ في تلك المرحلة عمليات تغطية باتجاه الحواجز الإسرائيلية، والتي سميت بمصطلح «الإرباك»، استعارة من الإرباك الليلي الذي عرفه قطاع غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقد كان إرباك جنين بإطلاق الرصاص على الحواجز الإسرائيلية بالتوازي مع قيام الشبان بإشعال الإطارات.
لكن حالة المقاومة تلك وبذلك الشكل وإن كان من غير إعلان، ترافقت مع العدوان على قطاع غزة في مايو/أيار 2021، والتي عرف من روادها الشهيد جميل العموري الذي اغتاله جيش الاحتلال في يونيو/حزيران 2021، وارتبطت لاحقاً بسبب ذلك اسم كتيبة جنين باسمه، وهو صاحب لقب «مجدد الاشتباك» وقد أعلنت فيما بعد أنه المؤسس لهذه الكتيبة.
ومنتصف سبتمبر 2021، أُعلن كذلك ما سماه الشبان المقاومون في مخيم جنين «غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة» كاستعارة أيضاً من غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة في قطاع غزة، وصار في حينه يجوب مقاتلون أزقة المخيم معلنين الاستنفار والاستعداد لصد أي اقتحام أو هجوم إسرائيلي، بالتوازي مع التفاعل العام مع أسرى «نفق الحرية».
ارتبط عدد من بيانات «كتيبة جنين» للإعلان عن عمليات ضد الاحتلال، بـ«مقاتلي حزام النار»، الأمر الذي عبر عن مجموعة مقاتلي سرايا القدس (الجهاد الإسلامي)، وكتائب شهداء الأقصى (حركة فتح)، ولاحقاً ظهر اسم «لواء الشهداء» في مخيم جنين- كتائب شهداء الأقصى (حركة فتح)، وعدة مرات ظهر مقاتلون يرتدون عصبات على رؤوسهم بشعار كتائب القسام (حماس) في المخيم، وظهر كذلك مسلحون باسم كتائب القسام بعرض عسكري في أرض زراعية بداية شهر سبتمبر من عام 2021